واحات الرياض الخاصة: فن تصميم جلسات وشلالات حدائق المنازل والفلل
​تُعدّ حدائق المنازل والفلل في الرياض أكثر من مجرد مساحات خضراء؛ إنها امتداد لمساحة المعيشة، وواحة هروب من صخب المدينة وارتفاع درجات الحرارة. ومع تزايد الاهتمام بجودة الحياة، أصبح تصميم الجلسات الخارجية والشلالات المائية تحفة فنية وهندسية تُضفي لمسة من الفخامة والسكينة، مع مراعاة التحديات المناخية للمنطقة.
​أولاً: الجلسات الخارجية - مساحة للعيش والترفيه
​تصميم الجلسة الخارجية في الرياض يجب أن يوازن بين الجمال والوظيفة، مع الأخذ في الاعتبار أهمية الظل والمتانة.
​1. استراتيجيات الظل المبتكرة:
​في مناخ الرياض الحار، يعتبر توفير الظل أولى الأولويات. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
​البرجولات،والمظلات: استخدام الأخشاب المعالجة المقاومة للعوامل الجوية، أو الألومنيوم الحديث، مع أقمشة أو شرائح خشبية قابلة للتعديل للتحكم في كمية الشمس.
​المجالس المفتوحة أو شبه المغلقة: تصميم مجالس تقليدية أو عصرية تستلهم طراز المجالس السعودية، مع استخدام جدران نباتية أو مشربيات خشبية لزيادة الخصوصية والتهوية.
​النباتات الظليلة والأشجار المحلية: زراعة أشجار النخيل أو السنط (الأكاسيا) التي توفر ظلاً طبيعياً وتتحمل المناخ المحلي.
​2. اختيار الأثاث والمواد:
​يجب اختيار أثاث يتحمل أشعة الشمس القوية وتقلبات الطقس.
​المواد المتينة: الأثاث المصنوع من خشب التيك، الراتان الصناعي عالي الجودة، أو الحديد المطاوع المعالج ضد الصدأ.






​الأقمشة المقاومة: استخدام أقمشة مخصصة للاستخدام الخارجي، مقاومة للبهتان والرطوبة (مثل أقمشة الأكريليك).
​تنسيق الأرضيات: الاعتماد على الحجر الطبيعي (كالرخام والجرانيت) أو البورسلان والخشب الصناعي،للممرات وأرضيات الجلسات، لسهولة التنظيف ومقاومتها للحرارة.
​ثانياً: سحر الشلالات المائية - لمسة الانتعاش والهدوء
​تضيف الشلالات والنوافير عنصراً حيوياً للحديقة لا يقتصر على الجمال البصري، بل يساهم في تلطيف الجو وخلق ضوضاء بيضاء تساعد على الاسترخاء والسكينة.
​1. أنواع الشلالات وتصاميمها:
​تتنوع تصاميم الشلالات لتناسب مختلف المساحات والأذواق في فلل الرياض:
​الشلالات الجدارية المودرن: مثالية للمساحات الصغيرة أو كخلفية للجلسات. يتم دمجها في جدران مزينة بالحجر الطبيعي أو الخشب الصناعي، وتتميز بخطوطها النظيفة وتدفق الماء الهادئ.
​الشلالات الصخرية الطبيعية: تحاكي المناظر الجبلية وتعتمد على تجميع الصخور والأحجار المحلية والمستوردة، وتتناسب بشكل أكبر مع الحدائق الواسعة والطراز الكلاسيكي أو الطبيعي.
​النوافير الراقصة والموزايك: مناسبة لمنتصف الساحات الكبيرة، وتعتمد على إضاءة ملونة وأنماط تدفق مائي متغيرة لإضافة لمسة فنية ودرامية.
​2. الاعتبارات التقنية والبيئية:
​نجاح الشلال لا يقتصر على مظهره، بل على كفاءته.
​نظام التدوير: يجب أن تكون الشلالات مزودة بنظام تدوير مغلق للمياه لتقليل الهدر، وهو أمر حيوي في الرياض.
​الإضاءة تحت الماء: استخدام إضاءة LED موفرة للطاقة لإبراز جمال تدفق المياه ليلاً وخلق أجواء ساحرة.
​الصوت والارتفاع: يجب أن يدرس المصمم ارتفاع الشلال وزاوية سقوط المياه لضمان إصدار صوت مريح وغير مزعج.
​ثالثاً: دمج العناصر وخلق وهم الاتساع. 
​الهدف النهائي هو دمج الجلسات والشلالات والنباتات في تصميم متكامل.
​المحور البصري: جعل الشلال هو نقطة الجذب الرئيسية التي تطل عليها الجلسات، أو استخدام مسار حجري يوجه النظر نحو هذا العنصر المائي.
​الإضاءة الليلية الذكية: استخدام أنظمة إضاءة متدرجةلإبراز الأشجار، وتسليط الضوء على تفاصيل الشلال والأرضيات، مما يحول الحديقة إلى مساحة صالحة للاستخدام في المساء.
​الزراعة المقاومة للجفاف: اختيار النباتات والأشجار التي تتناسب مع بيئة الرياض، مثل نباتات الزينة المحلية العصارية، للحد من استهلاك المياه ومتطلبات الصيانة.
​إن تصميم جلسات وشلالات الحدائق في الرياض هو استثمار في الهدوء والرفاهية، حيث تتحول المساحة الخارجية إلى تحفة معمارية تنبض بالحياة، ومهرب بارد في قلب الصحراء.